بلاغ للسفارة الأمريكية في الرباط بعد لقاء المبعوث الأمريكي جوشوا هاريس ووزير الخارجية المغربي: واشنطن تدعم الحكم الذاتي في الصحراء وتعتبره "جادا وواقعيا وذا مصداقية"
أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا جوشوا هاريس عن دعم الولايات المتحدة لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء باعتباره "جادا، وواقعيا وذا مصداقية".
وأشار بلاغ لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الرباط عقب محادثات جمعت بين هاريس ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن الولايات المتحدة تواصل اعتبار المخطط المغربي للحكم الذاتي جادا وواقعيا وذا مصداقية".
كما جدد المسؤول الأمريكي السامي، الذي كان مرفوقا بسفير بلاده بالمغرب، بونيت تالوار، التأكيد على الشراكة العميقة والتاريخية التي تربط بين الولايات المتحدة والمغرب.
وأكد جوشوا هاريس، الذي تتوج زيارته للرباط جولة إقليمية إلى "المغرب والجزائر"، تقدير الولايات المتحدة الأمريكية للجهود الكبيرة للمغرب إزاء مجموعة من التحديات الإقليمية والعالمية، لا سيما مكافحة عدم الاستقرار في الساحل، ودعم الانتخابات الليبية، والنهوض بالتدابير العادلة المتعلقة بالحرية والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين.
وكان نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا، جوشوا هاريس، قد حلّ في الساعات الماضية، بالعاصمة المغربية الرباط، من أجل لقاء عدد من المسؤولين الحكوميين المغاربة، وعلى رأسهم وزير الخارجية، ناصر بوريطة، لإجراء مشاورات بشأن عدد من قضايا المنطقة.
وذكر حساب رسمي لوزارة الخارجية الأمريكية على موقع "إكس"، إن المبعوث الأمريكي المذكور، حل أمس الأربعاء بالمملكة المغربية، بهدف لقاء مسؤولين حكوميين مغاربة، من ضمهم وزير الخارجية ناصر بوريطة، من أجل مناقشة دعم السلام والازدهار والأمن في المنطقة.
وتأتي هذه الزيارة التي يقوم بها المسؤول الأمريكي، اليوم الخميس، بالعاصمة الرباط، بعد زيارة كان قد قام بها الديبلوماسي الأمريكي جوشوا هاريس في الأيام الماضية إلى الجزائر، حيث التقى مسؤولي جبهة "البوليساريو" الانفصالية في تندوف، ثم التقى بعد ذلك المسؤولين الجزائريين على رأسهم وزير الخارجية أحمد عطاف.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت بأن المسؤول الأمريكي عند لقائه بالمسؤولين الجزائريين، أكد على ضرورة إيجاد حل سياسي سلمي لقضية الصحراء، دون أن يكون هناك أي حديث عن "حق تقرير المصير للشعب الصحراوي"، وهو المطلب الذي تدعمه الجزائر نيابة عن جبهة "البوليساريو" الانفصالية.
وقال المسؤول الأمريكي، وفق ما صرح به لوسائل الإعلام، بأنه ناقش العديد من القضايا مع نظرائه الجزائريين، ومن بين هذه القضايا، قضية الصحراء، حيث أشار إلى أن الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن، تدعم المساعي التي يقوم بها المبعوث الأممي للصحراء، ستافان دي ميستورا، من أجل إيجاد حل سلمي وعادل في المنطقة.
وفي نفس السياق، قالت تقارير إعلامية دولية، إن المسؤولين الجزائريين نفو وجود أي وساطة أمريكية يقودها جوشوا هاريس لإصلاح العلاقات المتأزمة بين الجزائر والمغرب، مشيرة إلى أن المشاورات الثنائية شملت قضايا المنطقة فقط، من بينهما ما يجري في النيجر ومالي وخطر انتشار ميليشيات "فاغنر" التابعة لروسيا في منطقة الساحل.
وكانت تقارير إعلامية أمريكية، قد أشارت في الأيام الماضية، أن جوشوا هاريس بعد حلوله بتندوف للقاء مسؤولي جبهة "البوليساريو"، سيعمل على زيارة الجزائر، ثم سينتقل بعدها إلى المغرب.
ويبدو أن الزيارة التي قام بها هاريس إلى تندوف ولقائه بمسؤولي جبهة "البوليساريو"، لم تُرض مناقشاتها الطرف الانفصالي، حيث أن المسؤول الأمريكي دعا إلى التحلي بالواقعية في تسوية قضية الصحراء، في إشارة غير مباشرة بأن مطالب الانفصال والاستقلال وإنشاء دولة في الصحراء، هي مطالب غير واقعية ولا يُمكن أن تتحقق على أرض الواقع.